الصحيفة: 45% من المجتمع المصري يعيش تحت خط الفقر.. والبطالة أبرز دوافع الانتحار
وتناولت الصحيفة الأمريكية حالة الشاب سمير عسر كنموذج علي النهاية المأساوية التي يختتم بها كثير من الفقراء المعدمين في منطقة الدلتا حياتهم القصيرة التي يختطفها الفقر في مستهلها، موضحة أن عسر كان يكافح من أجل كسب قوت يومه مشتتا بين والديه وزوجته إلي أن وجد منتحرا في الغرفة الصغيرة التي كان يقطنها مع زوجته.
وأضافت الصحيفة أن عسر شنق نفسه دون أن يترك رسالة، ببساطة لأنه لم يكن يستطيع سوي كتابة اسمه، وفي الوقت الذي اعتبر فيه والدا عسر أن حياته انتهت بصورة كارثية، فقد اعتبر البعض انتحار عسر نهاية طبيعية لكثير من الشباب الذين يسعون إلي حياة كريمة لا تستطيع دلتا مصر أن تمنحهم إياها.
ونقلت الصحيفة عن والد عسر قوله: «ابني كان يعمل منذ نعومة أظافره، فعندما كان صغيرا كان يرعي الأغنام للجيران، وعندما كبر عمل مزارعا في الحقول، ثم عاملا في أحد مصانع الأرز بأجر يصل إلي 30 جنيها يوميا، إلا أنه لم يكن يجد عملا في أحيان كثيرة مما اضطره إلي السفر إلي قري أخري للبحث عن عمل.
وأوضحت الصحيفة أنه علي الرغم من أن عسر كان يبذل قصاري جهده في العمل المضني طوال اليوم فإنه لم يكن باستطاعته الإيفاء بمتطلبات زوجته ووالديه في الوقت نفسه، فزوجته الحامل كانت تتطلع للخروج من الغرفة الضيقة التي تقطنها مع زوجها قبل مجيء طفلها الأول، وكان عسر يضطر لتوزيع أجره بين والده العاجز عن العمل وزوجته، وهو الأمر الذي دفع زوجته للاعتراض ومطالبته إما بالتخلي عن والديه أو الطلاق.
وأبرزت الصحيفة أن خبر انتحار عسر ظهر في الصحف في اليوم نفسه الذي نشر فيه خبران عن انتحار رجلين من الدلتا كذلك، أحدهما (32 عاما) ولديه خمسة أطفال ودخله لا يتعدي 400 جنيه شهريا، حيث قفز من سطح أحد المباني، والآخر (31 عاما) شنق نفسه بعد أن هددته عائلة خطيبته بفسخ الخطبة إذا لم يتمكن من توفير شقة للزوجية.